ان الدين فضلاً عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها -من وجود الله سبحانه. ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق-يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذٍ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها او معونتها للإنسان.
من الأركان الخمسة للسلوك الحكيم -هو الإرادة الحكيمة التي ترجح كفة النزوع الحكيم في مقابل الرغبات الأخرى، وهي الموجبة لصدور السلوك الحكيم من الإنسان، فإن السلوك الاختياري تابع للإرادة.
والإيفاء بهذا الركن هو المهمة الكبرى للإنسان في الحياة، لاسيما أن النزوع إلى اح الحكمة ليس نزوعاً غالبياً، ولا مهيمناً على النفس الإنسانية ومراكز القرار فيها، بل النزعات الأخرى ذات شحنة تأثيرية مماثلة في النفس، بل هي أكبر شحنة من النزوع إلى الحكمة في كثير من الأحوال.
ومن هنا نجد أن الإنسان كثيرا ما يرى الصلاح في شيء، ولكنه لا ينبعث عنه ولا يفعله، كمن يعلم أن تدخين (السجائر) ضار له، لكنه يتعاطاها مع ذلك.
المصدر/ اتجاه الدين في مناحي الحياة، محمد باقر السيستاني، ص85.