ان الدين فضلاً عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها -من وجود الله سبحانه. ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق-يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذٍ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها او معونتها للإنسان.
من الأركان الخمسة للسلوك الحكيم -هو الإدراك العقلي السليم بتأمل العمل ومضاعفاته وآثاره، من دون حواجز نفسية تحول دون سلامة الإدراك، ويتم ذلك بأمرين:
1. تشخيص مقتضيات العدالة والفضل من خلال الضمير الأخلاقي، وهو يقتضي تشخيص سنن العدالة العامة، وتطبيقها في الحالة المبتلى بها.
۲. ملاحظة لوازم الأمور وملزوماتها في حاضرها وعاقبتها وفق ما تؤدي إليه سنن الإنتاج في الحياة -حسب السنن النفسية التكوينية والاجتماعية -وهو يقتضي تشخيص تلك السنن على وجه عام، وتطبيقها في الحالة المنظورة أيضا.
ومن خلال هذا الركن تستمد الحكمة من العقلانية العامة والأخلاق الكريمة التي تحول دون فاعلية الحواجز الادراكية.
وقد مر في محور العقلانية العامة الاشارة الى دور الدين في توضيح الادراك السليم، والإرشاد الى الحواجز النفسية التي تحول دونه، وسيأتي تفصيل ذلك في القسم الرابع من سلسلة (منهج التثبت في الدين)
المصدر/ اتجاه الدين في مناحي الحياة، محمد باقر السيستاني، ص80.