ان الدين فضلاً عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها -من وجود الله سبحانه. ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق-يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذٍ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها او معونتها للإنسان.
أن الدين منبع ثري للحكم الصادقة، بل لو تتبعنا مواريث الحكمة والفضيلة في المجتمع البشري فقد نجد أن أغلبها ينتمي إلى قادة الدين، وقد يكون الدين ذا دور محفز لكثير مما صدر من غير أهله من الحكم الصادقة من خلال التأثير الثقافي عليهم.
ولا تزال طائفة من الحكم المتمثلة بالأخلاق والسلوك في المجتمعات المختلفة -بما فيها المجتمع الغربي -من جملة مواريث الدين، ومظاهر تهذيبه للأخلاق والسلوك، وتوصيته بالمحبة والمودة بين الناس.
المصدر/ اتجاه الدين في مناحي الحياة، محمد باقر السيستاني، ص79.