ان الدين فضلاً عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها -من وجود الله سبحانه. ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق-يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذٍ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها او معونتها للإنسان.
سنن الإنتاج العامة في هذه الحياة -فالمراد بها السنن الفردية والنفسية والاجتماعية والتاريخية التي تؤدي إلى نتائج معينة، فإن استعملت في الخير أدت إلى الخير، وإن استعملت في الشر أدت إلى الشر.
ومثال ذلك: القول المعروف من أن الخير عادة والشر عادة، فإنه يشير إلى سُنة نفسية، وهي أن تكرر العمل يجعل فعله سهلا على الإنسان، فمن أراد الاستكثار من الخير كان عليه الإكثار منه حتى تكون عادة له، ومن حذر الاستكثار من الشر كان عليه أن يتجنب ارتكابه حتى لا يصير عادة له.
وكذلك ما ورد من أن تغير أحوال المجتمع تابع لتغييرهم لأنفسهم، قال تعالى: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) وهذا ينطبق في شأن كل من التغير إلى الأفضل والأمثل (الرقي الاجتماعي)، والتغير إلى الأسوأ (الانحدار الاجتماعي).
المصدر/ اتجاه الدين في مناحي الحياة، محمد باقر السيستاني، ص78.