ان الدين فضلاً عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها -من وجود الله سبحانه. ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق-يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذٍ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها او معونتها للإنسان.
المصلحة الفردية في العمل العادل والفاضل، بالنظر إلى توابع العمل فيها بعد هذه الحياة.
وهذا الوجه ما نبه عليه الدين في ضوء إثبات بقاء الإنسان بعد موته، وانتقاله إلى نشأة أخرى، وبيان إناطة سعادته وشقائه حينذاك بالعدل والفضيلة.
وبذلك يمكن القول: إن هذه المشاعر أشبه بشفرات ترمز إلى مقتضى تلك المصالح، ومثل هذا المعنى أمر معروف في مشاعر الكائنات الحية
المصدر/ اتجاه الدين في مناحي الحياة، محمد باقر السيستاني، ص77.