أن الدين فضلا عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها من وجود الله سبحانه ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها أو معونتها للإنسان.
الخصال الفاضلة - فالوجه في كون العمل بها عملا حكيما هو أن النزوع إلى الفضيلة وإن لم يكن معللا في النفس الإنسانية وانما هو نزوع مطلق، ولكن الاعمال الفاضلة – في حقيقتها-من اهم سنن الانتاج؛ لأن المشاعر الأخلاقية – كما ذكرنا من قبل - ضمان للمصالح النوعية في الحياة من وجوه ثلاثة وهي:
اولاً المصلحة النوعية فيها - بمعنى أنها أنفع للنوع الإنساني - فالعدل أبقي للنوع الإنساني، والظلم أفتى له، والصدق في القول أنفع لحياته.. وهكذا. وهذا الوجه واضح للفهم العام.
المصدر اتجاه الدين في مناحي الحياة، محمد باقر السيستاني، ص76