قال الطبری: وبعث المختار أيضا عبدالله الشاكري إلى رجل من جنب يقال له : زید بن رقاد كان يقول: لقد رمیت فتىّ منهم بسهم، وإنه لواضع كفه على جبهته يتقي النبل فأثبت كفه في جبهته فما استطاع أن يزيل كفه عن جبهته .
قال أبو مخنف: فحدثني أبو عبد الأعلى الزبيدي أن ذلك الفتى عبدالله بن مسلم بن عقيل، وأنه قال حيث أثبت كفه في جبهته: «اللهم إنهم استقلونا، واستذلونا اللهم فاقتلهم كما قتلونا، وأذلهم كما استذلونا، ثم إنه رمی الغلام بسهم آخر فقتله فكان يقول: جئته میتا فنزعت سهمي الذي قتلته به من جوفه فلم أزل أنضنض السهم من جبهته حتى نزعته ، وبقي النصل في جبهته مثبتأ ما قدرت على نزعه.
قال: فلما أتى ابن کامل داره أحاط بها، واقتحم الرجال عليه فخرج مصلتا سيفه، وكان شجاعا فقال ابن كامل: لا تضربوه بسيف، ولا تطعنوه برمح، ولكن ارموه بالنبل، وارجموه بالحجارة ففعلوا ذلك به فسقط. فقال ابن كامل: إن كان به رمق فأخرجوه فأخرجوه، وبه رمق فدعا بنار فحرقه بها، وهو حي لم تخرج روحه
المصدر/ العباس بن علي الوفاء الخالد، دراسة تحليلية في سيرته الخالدة، ص 297-298