أن الدين فضلا عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها من وجود الله سبحانه. ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها أو معونتها للإنسان.
أن هذا المعنى بنفسه ليس غاية للدين - بلحاظ طبيعة مضمونه - لما تقدم من أن شأن الدين هداية الناس إلى أبعاد الحياة، وتذكيرهم بالسلوك الصحيح فيها، نظير شأن الوالدين بالنسبة إلى الأولاد، من حيث سعيهما في حسن تربيتهم؛ بإلفات نظرهم إلى الأبعاد الاجتماعية والآفاق المستقبلية التي ينبغي أخذها من قبلهم في السلوك العملي، من قبيل تنبيههم إلى المعاني الاجتماعية للسلوك الصادر منهم في المجتمع العام، وضرورة استعدادهم لتكوين مستقبل زاهر، بتوفير مقومات الاعتماد في الارتزاق على النفس، والتأهل التكوين الأسرة، وتحصيل القدرة على الارتباط بالمجتمع العام، وكسب الاحترام اللائق في أوساط الناس، ورعاية الوقار في السلوك، وصرف الوقت في تعلم فن أو مهنة، وغير ذلك.
المصدر/ اتجاه الدين في مناحي الحياة، محمد باقر السيستاني، ص55