أن الدين فضلا عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها من وجود الله سبحانه. ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها أو معونتها للإنسان.
المستوى الثاني ما قيل من انباء الدين ببعض الحقائق العلمية الحلمية غير المعروفة كدلیل إعجازي مدخر للحقب اللاحقة على صدقه وحقانيته ، ويعبر عن ذلك بـ(الإعجاز العلمي)، وقد احتج له بجملة من الآيات القرآنية التي قيل: إن فيها دلالة على حقائق علمية لم يكتشفها الإنسان إلا في الأزمنة الأخيرة- فيها يتعلق بعلوم الفلك والأحياء والفيزياء والكيمياء والطب -وقد توسع بعض الباحثين -في مقام تفسير القرآن- في ذلك، حتى عرف منحاه بالاتجاه العلمي في تفسير القرآن الكريم، ورأى أن ذلك من وجوه الإعجاز الذكية التي قصد بها توفير ما يعزز الإيمان في عصر العام.
المصدر/ اتجاه الدين في مناحي الحياة، محمد باقر السيستاني ص 54