أن الدين فضلا عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها من وجود الله سبحانه. ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها أو معونتها للإنسان.
حول علاقة الدين والعلم - يرى أن العلم جزء من رسالة الدين في الحياة، ومن ثم فإن الدين معني ببيان الحقائق العلمية للإنسان. وهذا المعنى يطرح على أحد مستويين.
المستوى الأول: ادعاء عناية الدين ببيان جميع الحقائق العلمية للإنسان.
وهذا الطرح مخالف للبديهة الواضحة؛ إذ لم يقع ذلك في الإسلام ولا في غيره من الأديان السابقة، كما أنه خارج عن شأن الدين؛ لأن الدين ليس إلا رسالة الله سبحانه إلى العباد لتنبيههم على الحقائق الكبرى، وبيان أن طريق سعادة الإنسان فيما بعد هذه الحياة إنا هو من خلال الاعتبار بهذه الحقائق - بالعمل بالهدي الحكيم والفاضل الذي أودع في باطنه - وهو ما لا يقتضي تنبيه الإنسان على العلوم وقواعدها. وهذا المعنى واضح بملاحظة آيات القرآن الكريم.
المصدر/ اتجاه الدين في مناحي الحياة، محمد باقر السيستاني، ص53
