أن الدين فضلا عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها من وجود الله سبحانه. ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها أو معونتها للإنسان.
المتقدم - في شأن علاقة الدين والعلم - فهو طرح يلقي باللوم على الدين في الحيلولة دون تقدم العلم واكتشاف سنن الحياة وهو مبني على أساس أحد وجوه لا يصح شيء منها...
والصواب: أن نسبة الكون والكائنات والظواهر المختلفة إلى الله سبحانه - في نص الديني - لم تكن على أساس أنها ظواهر خارقة على حد المعاجز التي اتفقت للأنبياء، بل كان على أساس تحفيز ما فيها من شحنات دلالية على وجود الله تبارك وتعالى، تلك الشحنات التي ضعفت في شعور الإنسان بالاعتياد عليها، وهذا أمر واضح بتأمل آيات القرآن الكريم کما يناسب ذلك ما نجده من التأكيد فيها على النشأة التدريجية للوضع القائم في السماوات والأرض، وسيأتي مزيد إيضاح لذلك في قسم لاحق.
المصدر/ اتجاه الدين في مناحي الحياة، محمد باقر السيستاني، ص50