إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.
ان للإنسان بعد مماته مرحلتين الاولى حالته بعد انفصال روحه عن جسده, والاخرى اعادته الى الحياة في النشأة الاخرى لغرض المحاسبة والجزاء .
اما الاولى فأن الله سبحانه وتعالى جعلها حتى يجمع عبداه للحساب في نشأة واحده جميعاً حسب ما اقتضته مقاديره, وقد يتلقى بعض عباده فيها ما يوجب تصفية أعمالهم لطفاً بهم عن ان يعرضوا على الحساب في ساحة القيامة .
المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1،ص79