كتاب (محاسن المجالس في كربلاء): إصدار يسلط الضوء على مجالس ودواوين كربلاء القديمة
كتاب (محاسن المجالس في كربلاء) واحد من أهم أجزاء (موسوعة تراث كربلاء) التي عُني مركز تراث كربلاء التابع لقسم شؤون المعارف الإسلامية والإنسانية في العتبة العباسية المقدسة بطباعتها ونشرها وتوزيعها، حيث تأتي أهميته بعدِّه جزءاً من محور التراث الديني والمجتمعي، كما أنّه حَفَظَ لنا إرثاً كبيراً من الروايات والقَصص والأحاديث والطرائف التي كانت تدور في هذه المجالس، وهي دون شك تراث أمّة يجب حفظه والحفاظ عليه وتقديمه للأجيال اللاحقة لتنهل منه الحكمة والموعظة والخُلق الرفيع.
هذا الكتابَ ضمَّ بين دفتيه إحصاءً و وصفاً دقيقين لمجالس مدينة كربلاء المقدّسة مقسمة على القرون التي أُنشئت فيها ابتداءً من القرن الثامن الهجري، وفيه إحصاء لمجالس مدينة كربلاء المقدّسة والهندية (طويريج) البالغ عددها ثمانين مجلساً ونيّف، كما تضمن ترجمة للشخصيات وتعريفاً بالأُسر التي أنشأت هذه المجالس وقامت على رعايتها، بالإضافة إلى عدد من القصص والطرائف والنكات والنوادر التي كانت قد حصلت بين مُرتادي هذه المجالس، مع ذكر أبرز وأهم شعراء وأدباء كربلاء كالشاعر الكبير محسن أبو الحَب والشاعر الشيخ محمّد السماوي والشاعر الشيخ عبد الحسين الحويزي وغيرهم ممن أثروا الساحة الكربلائية بنتاجاتهم الأدبية والثقافية، والكتاب مدعَّم بصورٍ نادرةٍ للعديد من الشخصيات الكربلائية والدواوين القديمة.
ويذكر لنا مؤلّف الكتاب المؤرخ الكبير السيّد سلمان هادي آل طعمة: "إنّ هذه المجالس تميزت بالحضور الأدبي والثقافي والاجتماعي والسياسي والعلمي، منها ما يُعقد يومياً ومنها أسبوعياً ومنها شهرياً، وجميع روافدها تصب في بحر العلم والمعرفة والثقافة العامة، يؤمّها شيوخ العشائر الكربلائية والمثقّفون وسائر أبناء المجتمع على اختلاف طبقاتهم الاجتماعية والعلمية والثقافية لا سيّما من المدن المجاورة كالمسيّب والهندية والنجف الشرف".
الجدير بالذكر أنَّ الكتاب يتكون من جزء واحد، ويتجاوز عدد صفحاته الثلاثمئة صفحة، وقدت تمّت طباعته في دار الكفيل للطباعة والنشر والتوزيع.