يقع المقام في جهة الجنوب الشرقي من العتبة العباسية المقدسة في منطقة باب الخان حيث إن المقام الحالي هو بديل عن المقام الذي اندرست معالمه بسبب أعمال التطوير والتوسعة التي تعرضت لها المنطقة بعد عام 1411هـ/1991م، وجرى بناء المقام الحالي حيث موقعه الآن بتبرع من الحاج "عباس عبد الرسول عبد الحسين"، وهذا ما مدون على المقام نفسه.
المقام ثماني الشكل فيه أربع نوافذ شبابيك، وباب نحاسي ذو فتحتين، ومغلف بالمرمر بارتفاع ۲م وموشح بالكاشي الكربلائي على شكل كتيبة كتب عليها قول أبي الفضل العباس (عليه السلام):
يا نفس لا تخشي من الفجار...... وأبشري برحمة الجبار
قد قطعوا يبغيهم يساري ..........فأصلهم يارب حر النار
ومن أمام المقام الآية:
بسم الله الرحمن الرحيم (الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ ۗ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ) صدق الله العلي العظيم.
وفي المقدمة نقش على المرمر: السلام عليك يا حامل لواء الطف، وهذا مقام سقوط الكف اليسرى لأبي الفضل العباس (عليه السلام).
وتعلو المقام قبة مغلفة بالكاشي الكربلائي موشحة بهذه الآية الكريمة:
بسم الله الرحمن الرحيم (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) صدق الله العلي العظيم.
أما المقام السابق فكان يقع عند مدخل سوق باب الخان، وهو عبارة عن مشبكٍ صغيرٍ من البرونز خارج من الدار المرقمة 52 / 51 باب الخان، طوله 1م، وعرضه 50 سم، وتجويفه الداخلي يبلغ حوالي 30سم مزين بقطع من المرايا الصغيرة.
وعلى الشباك لوحات من الأدعية، وعليها أبيات من الشعر بالفارسية، نسبها "السيد سلمان هادي آل طعمة" إلى الشاعر الكربلائي المرحوم الشيخ "محمد السراج":
سل إذا ما شئت واسمع واعلم....... ثم خذ مني جواب المفهم
إن في هذا المقام انقطعت ........... يسرة العباس بحر الکرم
هاهنا یا صاح طاحت بعدما ..... طاحت اليمني بجنب العلقمي
أجر دمع العين وابکیه اسى ......... حق أن تبكي بدمعٍ من دم
وفوق هذا الشباك صورة كله على القيشاني، وكتب تحتها: المحل الذي قطع فيه يمين العباس ، ولم يكتب تاريخ تشييد هذا المقام، وقال السيد الكليدار: "وكل ما يعرف عن تشییده أنه شيد من قبل الشخص المدعو محمد علي آل شنطوط في عام 1327هـ، وذلك أثر رؤیا رآها في منامه، وهي أن الساعد الأيسر للعباس قطع في هذا المكان مما دعاه إلى شق جدار داره في الصباح الباكر، وإنشاء هذا المقام تخليداً لموقع سقوط الساعد.
المصدر/ العباس بن علي الوفاء الخالد، دراسة تحليلية في سيرته الخالدة، عبد الأمير عزيز القريشي، ص 305-307.