وتذكر المصادر التاريخية، أن مدينة كربلاء كانت ومنذ مراحل نشأتها الأولى عامل جذب للزيارة تارةً وللإستقرار والإستيطان تارةً أخرى، بفعل الطابع التجاري الذي لعبته لعهود طويلة بحكم موقعها الجغرافي على الطريق الغربي للتجارة في العراق والمطلّ على حافة الصحراء الغربية ذات الإمتداد الشاسع والمشترك مع العديد من دول المنطقة المجاورة، مما جعل من هذه المدينة ثغراً مهماً من مجموع الثغور الصحراوية الرافدة للقوافل التجارية بين العراق ومحيطه العربي، بالمؤن والأسواق ودور الإستراحة (1) .
ومما ساهم أيضاً في تعاظم الأهمية الإستراتيجية والإقتصادية لمدينة كربلاء، هو إشرافها على وظيفة الإتصال النهري داخل البلاد وخارجها من خلال احتضان أراضيها لمجرى نهر الفرات، الذي كان يستخدم حتى فترات قريبة، لنقل البضائع والأشخاص وبفعالية بالغة.
المصدر
(1) مدينة كربلاء – الدليل التعريفي لمدينة كربلاء المقدسة: لمؤلفه د. رياض الجميلي، سلسلة منشورات مركز كربلاء للدراسات والبحوث، الجزء التاسع، ص14.