بالرغم من عدم تصنيف العراق ضمن مناطق ما تسمى بـ "العيوب الأرضية" الواقعة على مسارات الخطوط الزلزالية كجارتيه إيران وتركيا، إلا أنه لم يسلم من الحركات الإرتدادية للزلازل الواقعة في هذين البلدين على مدار العصور الغابرة.
وتذكر الروايات وقوع العديد من الهزات الأرضية في بلاد وادي الرافدين كانت أول ما تم تدوينه منها هو ما تعرّضت له العاصمة بغداد سنة 289هـ، 901م، مما دفع بسكانها الى التضرّع في الجوامع حتى زوال هذه المحنة دون خسائر تذكر، فيما كانت الأخرى سنة 346هـ، 957م والتي ستمرت لما يقرب من أربعين يوماً وتسببت بهدم الأبنية ومصرع الكثير من السكان من بعض مناطق العراق وبلاد الجبل وقمّ، لتتبعها هزة أرضية أخرى سنة 450هـ، 1058م ابتدأت في مدينة الموصل ووصل تأثيرها الى همدان وكانت هي الأخرى ذات تأثير مميت على البشر والحجر.
وفي جميع هذه الكوارث الطبيعية وغيرها مما تم تدوينه في المصادر التأريخية المهمة، وخصوصاً كتاب "الكامل في التاريخ" لإبن الأثير، فإنه لم تتم الإشارة الى وقوع أحدها أو وصول تأثيره الى مدينة كربلاء على وجه التحديد رغم ذكر تفاصيل وافية عنها في باقي مدن البلاد أو في العراق ككل.
المصدر
(1) موسوعة كربلاء الحضارية: الجزء الثالث، سلسلة منشورات مركز كربلاء للدراسات والبحوث، ص132.