يعد بيت الحاج "رضا الزجاجي" من بين أعرق البيوتات الفنية والأدبية الكربلائية نظراً لما أنجبه من أدباء وفنانين وخطباء على مدى تاريخ هذه المدينة المقدسة.
وكان من خيرة ممثلي هذا البيت هو الشاعر "عبد الباقي رضا الزجاجي" المولود في مدينة كربلاء سنة (1932م) والذي أتم تحصيله الدراسي فيها قبل أن ينتقل للعمل كموظف في معارف لواء بغداد، إلا أن إنشغاله بالدراسة والعمل لم يثنِه عن قراءة كل ما تقع عليه عيناه من كتب ودواوين ومجلات وصحف، حيث كان لإنزوائه وعزلته عن الناس، أثرهما الكبير في صقل مواهبه المتعددة كالرسم والخط، فضلاً عن الأدب بكافة أنواعه، ليشبَّ حينها شاعراً متمكناً يشار اليه بالبنان في تلك الفترة (1) .
تميّزت قصائد هذا الشاعر الكبير بصور من العصر الحديث وإن طغت عليها أحياناً مسحة من التقليد ومجاراة قدامى الشعراء، مع إندفاع مميز نحو مدح ورثاء آل البيت الأطهار "عليهم السلام" ونقد الظواهر الإجتماعية، فضلاً عن نقده للمسؤولين ممن إلتفتوا لمصالحهم الشخصية على حساب مواطني بلادهم البسطاء.
المصدر
(1) البيوتات الأدبية في كربلاء: لمؤلفه موسى إبراهيم الكرباسي، سلسلة منشورات مركز كربلاء للدراسات والبحوث، ص318.