ذكرت مجلة "نيوز-ميديكال" الطبية العالمية نقلاً عن باحثين متخصصين تأكيدهم إكتشاف طريقة لقتل تجمعات البعوض المسؤولة عن انتشار الملاريا في العديد من دول العالم عبر الفطريات المعدلة وراثياً (1).
وقالت المجلة في تقرير خاص إن "الإنجاز الجديد جاء على أثر دراسة مشتركة بين معهد "IRSS" للبحوث في جمهورية بوركينا فاسو غربي إفريقيا وبين جامعة ماريلاند الأمريكية، والتي أسفرت عن إكتشاف فطريات تسمى (Metarhizium Pingshaense) أو (MP) ذات خصائص قاتلة لبعوضة الـ (أنوفيلس) المسؤولة عن إنتشار وباء الملاريا"، مضيفة أن "الهدف من وراء هذه الدراسة هو تعزيز الجهود للسيطرة على إنتشار هذا الوباء عبر إجراء تجارب عدّة داخل منشأة ميدانية شبه مغلقة تضم ستة مقصورات في إحدى مناطق بوركينا فاسو المصابة بالملاريا، حيث احتوت أربع من هذه المقصورات على مصادر لمادة السكر من أجل تغذية البعوض البالغ، ومواقع للتكاثر ضمن محيط محاصر بشباك خاصة، فضلاً عن تعريض الحشرات المستهدفة لظروف مناخية خاصة".
وأضافت المجلة العالمية نقلاً عن الباحث في جامعة ماريلاند، البروفيسور "ريموند سانت ليجر" وصفه للفطر المكتشف بأنه "مرن للغاية وبالإمكان هندسته وراثياً بسهولة بالغة، حيث تم استخراج السمّ الموجود لدى العنكبوت الأسترالي (القمعي الشكل)، ومن ثم إضافته إلى الشفرة الوراثية للفطريات، مما يعني بالتالي قدرة هذه الفطريات على إنتاج السم بنفسها بمجرد ملامسة البعوض لقشرتها الخارجية، أي أنها ستعمل عمل الأطراف السامة للعنكبوت المذكور".
ومن بين الدلائل على نجاح هذه التجربة هو ما أعلنه عضو فريق البحث من جامعة ماريلاند، الدكتور "براين لوفيت" في لقاء خاص عن أن "الفطريات المعدلة جينياً قد نجحت في القضاء على نسبة شبه كاملة من البعوض المستهدف ولجيلين متتاليين"، فيما وصف البروفيسور "مايكل بونسال" من جامعة أكسفورد بعضاً من إمكانات الاكتشاف الجديد بأنها "مثيرة للغاية كونها ستمهد الطريق أمام مواجهة أحد أخطر الحشرات الناقل للأمراض بإستخدام الفطريات المعدلة وراثياً، خصوصاً وأنه لم يكن لهذه التجارب أي آثار مميتة على أنواع الحشرات المفيدة كالنحل".
وأشارت مجلة "نيوز-ميديكال" الى وقوع أكثر من (435,000) حالة وفاة بسبب الملاريا خلال عام 2017 وحده، فيما شهد نفس العام تسجيل ما يقارب من (219) مليون حالة إصابة بهذا المرض الخطير في 87 دولة مختلفة حول العالم.
المصدر