من بين الملامح المهمة التي امتازت بها مدينة كربلاء المقدسة على باقي المدن العراقية وحتى العربية والإسلامية هي كثرة المدارس العلمية الدينية وانتشارها الواسع بين أركانها الأربع على مدى التاريخ المبارك لهذه المدينة.
وكان من أشهر هذه المدارس هي المدرسة المهدية التي شيّدت بجهود ذاتية للشيخ الفاضل "علي بن الشيخ جعفر كاشف الغطاء" سنة (1284هـ، 1867م) على غرار مدرسة أخرى قام بتشييدها في النجف الأشرف، حيث بنيت هذه المدرسة من طابقين إثنين ضمّا أيضاً مساكن للطلبة الدارسين فيها بمن فيهم أولئك القادمين من دول إسلامية شقيقة، فيما كان من أبرز أساتذتها الشيخ حسين البيضاني، والشيخ محمد شمس الدين، والشيخ علي العيثان البحراني، والشيخ عبد الحميد الساعدي وغيرهم الكثير.
تعرّضت هذه المدرسة شأنها شأن العديد من نظيراتها الى الهدم من قبل النظام البعثي البائد سنة 1991، إلا أن العلماء الأفاضل من آل كاشف الغطاء قد تصدّوا مرة أخرى لإعادة بنائها وهي قيد التشييد حالياً (1) .
المصدر
(1) مختصر الحركة العلمية الدينية في كربلاء: سلسلة منشورات مركز كربلاء للدراسات والبحوث، ص 20.