لطالما اشتهرت مدينة كربلاء المقدسة بشواخصها الأثرية الدينية التابعة لجميع الرسالات السماوية دون تمييز، حيث بلغ صيتها حدّه الأكبر بعد واقعة عاشوراء التي آمن بمبادئها كثير من أتباع تلك الرسالات كونها كانت سبباً في التقائهم على مبادئ الإنسانية والحرية والثورة على الطغيان.
ومن بين تلك الشواخص القيّمة هي "كنيسة القصير" التي تقع في الطرف الشرقي للبادية الغربية على بعد خمسة كيلومترات شمال شرق قصر الأخيضر والى الجنوب من عين التمر بمسافة ثمانية عشر كيلو متراً، حيث رجّحت الكشوفات الميدانية أن تاريخ هذه الكنيسة يعود الى العهد الآشوري نظراً لاحتواء أركانها ومرافقها على كتابات باللغة السريانية (1) .
وتذكر بعص المصادر التأريخية أن هذه الكنيسة كانت قد تحوّلت في فترات سابقة الى ملجأ للثائرين على الكنيسة البيزنطية، فضلاً عن إستقبالها للنازحين المسيحيين القادمين من بلاد الجزيرة بسبب الأساليب القاسية المرتكبة بحقهم على يد اليهود في موطنهم السابق بمدينة "نصيبين".
المصدر
(1) الأبنية الحضارية في كربلاء: لمؤلفيه أ. م. د. زين العابدين موسى آل جعفر و أ. هدى علي حسين الفتلاوي، ص 115.