من بين الشعراء والأدباء الذين جادت بهم مدينة كربلاء المقدسة على ساحة الأدب والثقافة العراقية والعربية على حدٍ سواء، هو الشاعر السيد "حسين بن السيد محمد علي العلوي" المنسوب الى أسرة "آل تطوة" العلوية الأصيلة.
لم تذكر المصادر المحلية التأريخ الدقيق لولادة الشاعر العلوي، ألا أن ما ذكر عنه هو نشأته في بيئة فقيرة كادحة للغاية، وبالرغم من ذلك فلم تنل هذه النشأة من طموحه الكبير في الوصول لأعلى مراتب الشعر والكتابة، فشبَّ شاعراً متمكناً وذاع صيته في الأوساط الإجتماعية بفضل براعته في نظم الشعر باللهجتين الفصحى والعامية وبلاغته الواسعة في استنهاض الهمم تجاه القضايا الوطنية والإقليمية، مما استدعى حضوره في جميع المناسبات الرسمية المهمة ومنها إستقبال الوفد المصري الذي زار مدينة كربلاء المقدسة حينها، حيث أنشد في تكريم الوفد قصيدةً كان مطلعها:
تمَّ السرور وقد حلى الإنشاد مذ زرتمونا أيها الأمجاد
الى أن يصل قوله:
إن قيل بغداد فمصر قطبها أو قيل مصر فقطبها بغداد (1)
ومما عُرِف عن شاعرنا الكبير تميّز قصائده بالعاطفة المتدفقة والبيان الواضح البعيد عن التكلّف، بالإضافة الى قوة التعبير والأصالة الفنية وسلاسة المعنى، ناهيك عن الوطنية العالية التي حفلت بها دواوينه العديدة شأنه في ذلك شأن كل إنسان غيور عرف مكانة الوطن.
المصدر
(1) الوطنية في شعر كربلاء: لمؤلفه توفيق حسن العطار، ص 26.