بالنظر الى المناخ العام الذي نشأت عليه مدينة كربلاء كمركز علم وأدب وثقافة منقطعة النظير، فقد جسّد ممثلوها في مجلس النواب العراقي أبان العهد الملكي هذا المناخ أفضل تجسيد بحكم كونهم من خريجي حلقات الدروس ومراكز العلوم الدينية والفقهية التي غصّت بها هذه المدينة طوال تاريخها المبارك.
ومن دلائل الدور الذي لعبه نواب كربلاء في البرلمان العراقي الفتيّ هو حصول أغلبهم على الشهادات الجامعية العليا من داخل العراق وخارجه وخصوصاً في مجال الحقوق وكان من بينهم على سبيل المثال لا الحصر، النائب والحقوقي صالح بحر العلوم، ونظراؤه سعد صالح جريو، وسعد عمر العلوان، وصادق كمونة، ومحمد مهدي الوهاب، ومحمد جواد الخطيب، بالإضافة الى النائب الكربلائي علي الصافي ذي شهادتيّ الدكتوراه في الإقتصاد والهندسة الميكانيكية من المانيا وغيره الكثير.
ومما يذكر عن فضل كربلاء ونوّابها في ترسيخ النظام التعليمي المتطور في العراق خلال تلك الفترة، هو تعاقب العديد من أولئك النوّاب على تسنّم منصب وزارة المعارف عندما لم يجرؤ غيرهم على ذلك، وكان من أبرزهم عبد الكريم الجزائري، وهبة الدين الشهرستاني، وعبد المحسن شلاش، ومحمد رضا الشبيبي وغيرهم (1) .
المصدر
(1) موقف نوّاب لواء كربلاء في المجلس النيابي العراقي في العهد الملكي– دراسة تاريخية: لمؤلفه محمد راضي آل كعيد الشمري، ص 210.