من بين كبار أدباء ومفكري مدينة كربلاء المقدسة الذين أغفلهم التاريخ هو الشيخ الشاعر "إبراهيم بن محمد حسن بن جاسم النصار" المنحدر من قبيلة زيد الشهيرة في مدينة الناصرية الغرّاء.
وقد عزى المؤرخون قلة ما نشر عن شاعرنا الكبير، الى إنطوائه الشديد وعزلته عن الناس، مما تسبب ببقاء اسمه وشعره مجهولين للعامة، حيث ذكر بعضهم أن "النصار" المولود في مدينة كربلاء المقدسة سنة (1929م) هو من عائلة عريقة نزحت من لواء الناصرية –المنتفك سابقاً- مطلع القرن الثالث عشر الهجري، وأخذ تحصيله العلمي الأولي حينها عن طريق المدارس الرسمية في المدينة، إلا أنه آثر الإنخراط في سلك رجال الدين فدرس اللغة على يد الشيخ "علي فليح"، والفقه على يد الشيخ "علي الإحسائي"، والمنطق على يد الشيخ "جعفر العتابي" قبل أن يهاجر الى النجف الأشرف ليكمل دراسته في مدرسة الإمام "كاشف الغطاء" ومنها الى العاصمة بغداد (1).
احتلَّ شعر الشيخ "النصار" موقع الصدارة في أسلوب الأغراض الشعرية، نظراً لإسلوبه القدير في اقتناص ما تلتقطه عيناه من رؤى ومشاهد حسّية، فاتسمت قصائده بالإبانة والوضوح والبعد عن التكلّف وهو ما ظهر جليّاً في ديوانه المطبوع بعد فترة طويلة من وفاته "رحمه الله".
المصدر
(1) البيوتات الأدبية في كربلاء: لمؤلفه موسى أبراهيم الكرباسي، ص573.