كان لنوّاب لواء كربلاء بعد قيام الدولة العراقية الحديثة عام 1921، دور مهم في وضع السياسات الواجب إتباعها تجاه دول الجوار الكبرى كتركيا وإيران، والموقف من المساعي التوسعية البريطانية في المنطقة آنذاك.
وكان من معالم هذا الدور هو ما أعلنه النائب الكربلائي "سعد عمر" بالقول إن "علاقات الأمم وخاصة المتجاورة، يجب أن يكون على أساس الصداقة وحسن الجوار"، داعياً الى تجسيد هذه العلاقات عبر "نظمها بمعاهدات وإتفاقيات معترف بها من الجانبين ومن أقطار العالم الأخرى"، فيما ذهب نظيره النائب "صالح بحر العلوم" الى ما هو أبعد من ذلك عبر الدعوة الى وضع أسس السياسة الخارجية العراقية عبر ما أسماها بـ "التحالفات والمصالح التاريخية المشتركة لدول الجوار بحيث لا يمكن تغييرها بتغيّر الوزارات أو الأشخاص كما هو الحال في الدول العالمية الكبرى".
يذكر أن هذه الدعوات بالإضافة الى دعوات مماثلة من نواب آخرين، كان لها الفضل الأبرز في تحديد العلاقة مع الجارة تركيا، عبر توقيع الإتفاقية العراقية – التركية - البريطانية في أنقرة بتاريخ الخامس من حزيران عام 1926، في الوقت الذي وقفت فيه بريطانيا بالضد من إبرام إتفاقية مماثلة مع الجارة إيران التي كانت حكومتها في حالة توافق تام مع النهج التوسعي للمملكة المتحدة في دول المنطقة آنذاك.
المصدر:موقف نوّاب لواء كربلاء، محمد راضي آل كعيد الشمري، مركز كربلاء للدراسات والبحوث، ص 486.