أنجبت مدينة كربلاء المقدسة عدداً لا يستهان به من المفكرين والأدباء والشعراء خلال تاريخها المبارك، وكان للكثير من هؤلاء القامات الأدبية نتاجات فكرية أغنت التراثين العربي والإسلامي بصورة تلفت الأنظار.
وكان من بين أبرز الشخصيات الأدبية الكربلائية هو الشاعر "السيد حسن بن العلامة المجتهد آية الله العظمى الميرز مهدي الحسيني الشيرازي" والمولود في مدينة كربلاء سنة 1934م في أحضان مجتمع من العلماء الأعلام وعلى رأسهم والده الفاضل "قدس سره"، مما جعل منه ينبوعاً متدفقاً من الفصاحة والبلاغة التي ظهر أثرها الواضح في قصائده الشعرية الجامعة بين حبه لآل البيت الأطهار "عليهم السلام" وبين ولائه للوطن وبصورة أكسبته إعجاب وإحترام روّاد الفكر والثقافة في المناسبات الدينية والأدبية التي كان يدعى لحضورها.
ولم يقتصر النشاط الأدبي لشاعرنا الكبير على الجانبين الديني والوطني وحسب، وإنما تعدّاه ليشمل القضايا الإسلامية الإقليمية والدولية ومنها قصائده الثورية المناصرة للقضية الفلسطينية وتلك المنددة بالإعتداء الآثم على مصر سنة 1965 وقضية كشمير وغيرها.
المصدر: الوطنية في شعر كربلاء : لمؤلفه توفيق حسن العطار، سلسلة إصدارات مركز كربلاء للدراسات والبحوث، ص 18.