هي إحدى أعظم المؤسسات الدينية في مدينة كربلاء المقدسة على الإطلاق، وكانت قد شيدت على يد قائد الجيش الإيراني آنذاك السردار "حسن خان ساري أصلان" بعد سفره الى العراق وإستيطانه في كربلاء بجوار المرقد المقدس للإمام الحسين "عليه السلام" على أثر خلاف نشب بينه وبين ولي عهد المملكة القاجارية الشاهزاده "عباس ميرزا القاجاري" سنة 1244هـ.
ولدى إكتمال عمليات التشييد والتطوير للمدرسة سنة 1245 هـ ، تمت تسمية المدرسة بإسمه "مدرسة حسن خان" وأصبحت محط رحال أفواج الطلبة القادمين من مختلف الأقطار العربية والإسلامية لطلب العلم، حيث قام السردار بإنفاق الأموال الطائلة على الطلبة الفقراء والمعوزين من مرتادي هذه المدرسة وفق نظام رواتب شهري يتلقى إيراداته من موقوفات المدرسة.
ورغم توالي السنين ووقوع العراق تحت طائلة الإحتلال البريطاني، إلا أن هذه المدرسة لم تمس بسوء، بل أنها خضعت لمراحل تطوير وتجديد، خصوصاً وأن من كان يتصدر المشهد التدريسي فيها هم من أساطين العلم وجهابذة الفكر والمجتهدين الأعلام أمثال الشيخ شريف العلماء، وآغا بزرك الشهرستاني، والمولى الدربندي، والعلامة الأردكاني، والشيخ إسماعيل اليزدي الحائري وغيرهم الكثير.
يذكر أن هذه المؤسسة العلمية والدينية العريقة كانت قد تعرّضت الى الهدم بعد الإنتفاضة الشعبانية المباركة عام 1991، لتقوم بعدها دائرة الأوقاف بتحويلها الى عمارة تجارية عن طريق نظام المساطحة.
المصدر: كتاب "مدينة الحسين": للمؤلف "محمد حسن مصطفى الكليدار آل طعمة"، الجزء الرابع ص13.