وافقت الحكومة في الدولة العثمانية على اجراء انتخابات في الوية واقضية المحافظات العراقية من اجل كسب ثقة وتأييد الجماهير، وتأكد عزمها في إدارة الدولة على أساس الدستور.
وقد جرت الانتخابات الأولى في لواء كربلاء في تشرين الأول سنة (1908م) وكان ممن انتخب في الدورة الأولى لمجلس المبعوثان عن لواء كربلاء الحاج عبد المهدي الحافظ.
وكان اول نشاط لعبد المهدي في مجلس المبعوثان قيامه بالتصويت بحجب الثقة لحكومة رئيس الوزراء العثماني (كامل باشا) وذلك للعديد من الأسباب أهمها الاضطرابات التي وقعت في ألبانيا سنة (1909م)، وحدوث خلاف بين رئيس الوزراء العثماني ووزير الحربية رضا باشا حول إرسال فرقة عسكرية إلى ألبانيا.
كما ناقش الحاج الحافظ ايضاً قانون الموازنة المالية للدولة العثمانية في جلسات عدة اهمها جلسة (17 نيسان 1909م) التي تخص مسألة الرواتب وتنظيم أوقات دفعها وإدراجها ضمن الموازنة العامة للدولة العثمانية.
في جلسة (24 أيار 1909م) اشترك الحافظ مع النواب العرب في مناقشة رواتب الولاة في ولاية بغداد والحجاز واليمن وآدين، وكان من الأعضاء المؤيدين لإقرارها في المجلس.
كما ساهم الحافظ ايضاً في جلسة (25 أيار 1909م) لمناقشة الأوضاء المالية في ولاية اليمن وخاصة تخصيص رواتب شهرية لمعاون متصرف لواء عسير في الولاية.
وفي مايس سنة (1910م) طالب الحافظ بإعفاء خدم وسدنة العتبات المقدسة في كربلاء والنجف والكاظمية وسامراء من الخدمة العسكرية تقديراً لخدماتهم في العتبات المقدسة، وفي كانون الأول سنة (1910م) انتقد تصريحات والي حلب حسين كاظم باشا التي اتهم بها الأهالي في الولاية بأطلاق العيارات النارية في الشوارع مما أدى إلى تعكير صفو الأمن فيها، فضلاً عن الغاء رسوم دفن الموتى في سنة (1911م).
وجدير بالذكر أن عبد المهدي الحافظ كان رئيساً للشعبة الرابعة ضمن لجنة (عرضحال) وهي إحدى اللجان الدائمة في مجلس المبعوثان، وقد ضمت هذه اللجنة ثلاثة أعضاء هم نواب ألوية الموصل وارضروم ومرعش.
المصدر: موسوعة كربلاء الحضارية الشاملة، المحور التاريخي- قسم التاريخ الحديث والمعاصر- الوثائق العثمانية، مركز كربلاء للدراسات والبحوث، ج7، ص384- 387.