جاءت الكشيدة للعرب بعد استخدام الدولة العثمانية لها، لذا تعد من أصول عثمانية وانتشرت في بقاع الأرض ومنها في مدينة كربلاء المقدسة، وأصبح بعض الكربلائيين محترفين في صناعتها و اشتهروا بهذه الحرفة، وذلك بسبب ارتداء خدام العتبتين المقدستين لها، حين يضعونها على رؤوسهم ليتميزوا بها عن غيرهم، وكذلك عدد من أعلام ووجهاء المدينة لأن من يعتمرها تضيف له الهيبة والوجاهة.
وقد أصبحت الكشيدة صفة أهالي كربلاء المقدسة، وهي تشبه الطربوش المصري ولكن تُلف حولها قطعة قماش خضراء اللون أو صفراء مرقطة أو بيضاء وبطول ذراع وربع وتثبت بالدبابيس، وقد امتاز مرتدي اللون الأخضر منها بكونهم من السادة الأشراف الذين يرجع نسبهم إلى أهل البيت (عليهم السلام)، وذكر أحد المؤرخين أن في عام 773 هـ أمر الملك أشرف شعبان بن حسين ملك مصر بوضع العمامة أو الكشيدة الخضراء للسادة الأشراف تمييزاً لهم عن شعار بني العباس الذين كان لباسهم السواد وشعار اليهود الذين كان لباسهم الأصفر.
وأما الكشيدة التي تلف بقطعة قماش صفراء مرقطة يعتمرها الرجال الذين لا يعود نسبهم إلى آل البيت (عليهم السلام) ويسمون بالعوام. والكشيدة التي تلف عليها قطعة قماش بيضاء فهي لعلماء الأزهر وفي كربلاء لبعض بيوت كربلاء.
وقد اشتهر عدد من الكربلائيين بهذه الحرفة، ومنهم المرحوم السيد وهاب السيد نعمة آل نصر الله والسيد هاشم نوري آل طعمة والمرحوم علي كمونة والمرحوم الحاج أمين الخرازي.
المصادر:
1-صاحب الشريفي ،كربلائيون في ذاكرة التراث الشعبي، ص331.
2- جمال الدين أبي المحاسن يوسف بن تغري بردي، النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، ج ،11 ص 120.
3- الحرف والصناعات اليدوية في كربلاء المقدسة وأبعادها التنموية، ص101.