8:10:45
حين كانت خندقاً دفاعياً حصيناً... كربلاء كما لم تعرفها من قبل!! بمناسبة حلول شهر محرم الحرام... مركز كربلاء للدراسات والبحوث يتشح بالسواد ويبدأ موسم الأحزان من جدران المختار إلى مشاريع البنى التحتية... التحولات الحضارية لمدينة كربلاء المركز يقيم ندوة علمية بعنوان "المياه في محافظة كربلاء المقدسة المشاكل والحلول" الإقرار بالربوبية ثم الاستقامة ... محمد جواد الدمستاني مركز كربلاء للدراسات والبحوث يقيم ندوة حوارية تحت عنوان "أثر العمل في تعزيز الوعي المجتمعي ومكافحة الأفكار المتطرفة" "ملكنا فكان العفو منا سجيةً"... ديوان "حيص بيص" في مكتبة مركز كربلاء دعوة ... الندوة العلمية الإلكترونية الموسومة:  (المباهلة والأسرة المؤمنة: وحدة الموقف في زمن التحدي) عبر ندوة إلكترونية متخصصة... مركز كربلاء يسلّط الضوء على إعجاز الإمام علي "عليه السلام" في فن الإدارة والقيادة مركز كربلاء للدراسات والبحوث يصدر كتاباً يوثق الذاكرة المحلية للحمّامات الشعبية في المدينة تناس مساوئ الإخوان تستدم ودّهم ... محمد جواد الدمستاني بين فيضانات الشرق وجفاف الغرب... جدلية الطبيعة في قلب كربلاء المقدسة في ندوة علمية متخصصة... مركز كربلاء يفتح ملف أزمة المياه على طاولة البحث والنقاش فقيه العراق وإمام إيران... الرحلة العلمية للشيخ البهبهاني بين كربلاء والكاظمية وكرمانشاه من "كفن نويس" إلى إنارة الروضة الحسينية... حكاية أسرة خدمت الحرم والتاريخ مكتبة مركز كربلاء للدراسات والبحوث تحتضن نسخة أصلية من كتابٍ هندسي بارز يعود لعام 1956 الغطاء النباتي في كربلاء... بين قسوة المناخ وسحر التوازن البيئي دعوة  انفوكرافيك من معالم مدينة كربلاء بين دفّتي (1400) صفحة من علوم الطب... "المرجع في الأمراض الجلدية" في مكتبة مركز كربلاء
اخبار عامة
07:31 PM | 2025-02-02 202
جانب من تشيع الشهيد زكي غنام
تحميل الصورة

السيد نصر الله الفائزي .. الفقيه والخطيب والدبلوماسي الذي دفع حياته ثمناً للسلام

في مدينة كربلاء المقدسة التي تعد منارة للعلم والجهاد منذ قرون ولد السيد أبو الفتح نصر الله بن الحسين الموسوي الفائزي المعروف بالمدرس والشهيد حوالي عام 1100 هـ 1688م وسط أسرة علوية عريقة تنحدر من الإمام موسى الكاظم عليه السلام نشأ يتيماً تحت رعاية أسرته العلمية فظهر نبوغه مبكراً حيث بدأ رحلته العلمية في حوزة كربلاء وتلقى علوم الفقه والحديث والمنطق على يد أبرز شيوخ عصره مثل الشيخ محمد باقر النيسابوري والسيد محمد العاملي المكي وحصل على إجازة الاجتهاد وهو في مقتبل العمر مما أدهش معاصريه لقدرته على الجمع بين الفقه العميق والأدب الرفيع.

لم يكتف السيد نصر الله بالعلوم الدينية بل أتقن الفلسفة والكلام وأصبح خطيباً مفوّهاً يشار إليه بالبنان تولى التدريس في الروضة الحسينية حيث اجتذب طلاباً من مختلف أنحاء العالم الإسلامي منهم السيد محمد بن أمير الحاج الذي أصبح لاحقاً مرجعاً في النجف والشيخ علي العاملي الذي نقل علومه إلى جبل عامل في لبنان.

أما مؤلفاته فقد كانت موسوعية تجمع بين العمق الشرعي والإبداع الأدبي ومن أبرزها:

1-الروضات الزهرات في المعجزات بعد الوفاة، بحث نادر في إثبات المعجزات النبوية بعد رحيل الأنبياء.

2-سلاسل الذهب المربوطة بقناديل العصمة الشامخة الرتب، كتاب عقائدي يدافع عن عصمة الأئمة عبر سلسلة أدلة نقلية وعقلية.
3-رسالة في تحريم التتن، واحدة من أولى الرسائل التي تناولت حكم تدخين التبغ شرعياً مستندة إلى أضراره الصحية والاجتماعية.
4-النفحة القدسية في مدح خير البرية، قصيدة صوفية بليغة في مدح النبي محمد (ص) تعتبر من عيون الشعر الديني.
5-ديوان شعر مطبوع جمع فيه أشعاره التي تناقش قضايا الوجود والإيمان بمزيج من الفلسفة والعاطفة.

لكنَّ حياة السيد نصر الله لم تكن مقتصرة على العلم والأدب، فقد دخل معترك السياسة الدولية حين كُلّف بمهمة الوساطة بين الإمبراطوريتين الإيرانية والعثمانية لإحلال السلام بسبب النزاعات القائمة بينهما عام 1156 هـ 1743م، في إسطنبول، لقي ترحيباً كبيراً نظراً لسمعته العلمية ومكانته الدينية، لكن خصومه في البلاط العثماني، الذين رأوا في الاتفاقية تهديداً لمصالحهم، دبّروا مؤامرة ضده، حيث نشروا إشاعات تتهمه بالتجسس والتآمر، مما أدى إلى صدور أمر باغتياله غدراً، فسقط شهيداً في شوارع إسطنبول ودفن هناك دون إعلان رسمي.

لكنَّ رحيله لم يُنسِ إرثه فقد تحول إلى رمز للمثقف الشهيد في التراث الشيعي خاصة بعد أن نقل تلاميذه قصته إلى كربلاء حيث أقاموا مجالس عزاء سنوية تخليداً لذكراه كما أن مؤلفاته وخاصة سلاسل الذهب بقيت تدرَّس في الحوزات العلمية حيث يعتبر من أوائل من دافع عن عقيدة الإمامة بأسلوب فلسفي معاصر.

أما في الأدب فقد حفظت كربلاء قصائده في مدح النبي ص والتي تتلى في المناسبات الدينية بينما تعتبر رسالته حول تحريم التتن وثيقة تاريخية مبكرة عن مقاومة التبغ سبقت حملات القرن العشرين بمئتي عام، وبعد قرون من استشهاده ما زال ضريحه المجهول في إسطنبول لغزاً يبحث عنه المؤرخون بينما ترفع كربلاء رأسه عالياً في سجل أبنائها البررة الذين جمعوا بين قلم العالم وسيف المجاهد في زمن كان كل شيء فيه يُشتَرى إلا الشهادة.

 

 

 

المصدر

موسى إبراهيم الكرباسي،البيوتات الأدبية في كربلاء،من إصدارات مركز كربلاء للدراسات والبحوث،2015،ط1،ص518

 

 

زين العابدين سعد عزيز

 

Facebook Facebook Twitter Whatsapp