تابعت صحيفة "أماليا Amaliah" الإلكترونية البريطانية، وعبر مقال مفصّل لعالمة النفس والباحثة المتخصصة في مجال الصحة، "أفرين زهرة"، تأكيدها للمبادئ القرآنية التي قدّمتها ثورة الإمام الحسين "عليه السلام" قبل أربعة عشر قرناً من الآن.
وقالت "زهرة" في مقالها المعنون بـ "إحياء روح كربلاء: دعم الهوية الإسلامية من خلال النشاط والمقاومة" والذي ترجم مضامينه مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة، إنه "بالإمكان النظر إلى التاريخ الإسلامي المبكّر بهدف الإطلاع على أمثلةٍ لا حصر لها حول النشاط والمقاومة، كموقعة كربلاء، بهدف إستسقاء الإلهام للشروع في رحلاتنا الخاصة ضد الظلم"، مبيّنةً أنه "من المهم أيضاً الإعتراف بأن مثل هذه الرحلات، مليئةً بالصعوبات وقد تكون موحشةً للفرد".
وأضافت كاتبة المقال أن "الوقوف بوجه الظلم تعني في الأغلب تحدي المسارات النظامية الأقل مقاومة، والتي تعطي الأولوية للراحة والامتثال والحفاظ على الوضع السائد، مما يجعل من الأسهل مواكبة الظلم الموجود بدلاً من مواجهته، مشيرةً الى أنه "بهدف مواجهة مثل هذه الهياكل الاجتماعية المتأصلة التي تديم بقاء الظلم والقوى القمعية العالمية ذات النفوذ الهائل، فقد يبدو القتال وكأنه بلا طائل، وهنا يمكن لكربلاء أن توفر التشجيع والأمل".
وبيّنت الكاتبة التي تتبع المذهب السنّي، أن "الإمام الحسين (عليه السلام)، كان قد واجه وبدعم من عدد قليل من أصحابه، جيشاً أكبر وأقوى بما لا يدع مجالاً للمقارنة، ومع ذلك، فقد إختار (عليه السلام) مواجهة أزلام الطاغية يزيد، وهو يعلم تماماً أن الطريق الذي إختطّه كان محفوفًا بالمخاطر والتضحيات"، مؤكدةً إنه "وعلى الرغم من النتيجة الحتمية التي كانت تنتظره ورفاقه، إلا أنه ظل صامداً في سعيه لتحقيق العدالة".
وإختتمت الصحيفة البريطانية مقالها، بالإشارة الى أن "سيد الشهداء (عليه السلام) قد لخّص فكرة أن واجب الفرد لا يتم تحديده من خلال إحتمال النجاح، وإنما من خلال الإلتزام بالحق ومقاومة الظلم، حيث كانت مثابرته (عليه السلام)، نابعةً من إيمانه الراسخ بالله وعدم ترك تضحيته الكبرى تذهب سدىً، ففي نهاية المطاف، كان الباري (عز وجل) قد وعد بالهزيمة النهائية للظلم ومرتكبيه، بقوله (وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا) – النساء 141".