الشيخ عباس القمي المعروف بـالمحدث القمي، من أبرز علماء الشيعة في القرن الرابع عشر الهجري، وصاحب المصنفات الكثيرة في شتى المجالات أشهرها كتاب مفاتيح الجنان، سفينة البحار ومنتهى الآمال توفي في النجف الأشرف سنة 1359 هـ ودفن في حرم الإمام علي (عليه السلام).
ولد الشيخ عباس القمي في مدينة قم الإيرانية، من أسرة عُرفت بالفضل والتقى، والده محمد رضا القمي المعروف بتدينه وورعه ومعرفته بأحكام الشريعة فقد يرجع إليه الناس في معرفة الأحكام الشرعية والمسائل الدينية.
بدأ الشيخ عباس القمي تحصيله العلمي في السنوات الأولى من عمره في مدينة قم المقدسة، وممن تتلمذ عندهم في ذلك الوقت الميرزا محمد أرباب القمي والحاج الشيخ أبوالقاسم القمي والحاج السيد أحمد الطباطبائي القمي والد زوجته والشيخ محمد حسين القمي.
كان الشيخ القمي مولعاً بتحصيل العلم والانتهال من نميره العذب ومن هنا كان يشد الرحال في طلبه لنيل المراتب العلمية والمعنوية السامية أينما وجد ذلك فكانت احدى محطاته العلمية في النجف الأشرف سنة (1316 هـ) وهو في الثانية والعشرين من عمره، فحضر عند كبار العلماء والفقهاء فيها، منهم السيد محمد كاظم الطباطبائي اليزدي صاحب كتاب العروة الوثقى والميرزا حسين النوري المعروف بالمحدث النوري صاحب كتاب مستدرك الوسائل والميرزا محمد تقي الشيرازي قائد ثورة العشرين والسيد حسن الصدروالسيد أبو الحسن النقوي اللكنهوئي.
وصفه صديقه الشيخ آغا بزرك الطهراني بأنّه المثال الواضح للإنسان المثالي والمصداق البارز للعالم الفاضل صاحب الخصال النبيلة والخلق الرفيع والتواضع الجمّ، سليم الذات والطويّة شريف النفس بعيداً عن الغرور والشهرة، الزاهد العابد، أنست به وامتزجت روحي مع روحه.