الجهود الخدمية .. حتى مطلع النصر
منذ انطلاق فتوى الدفاع الكفائي في حزيران عام 2014 لم تدّخر العتبة الحسينية المقدسة جهداً في دعم واسناد المقاتلين والنازحين على حد سواء، فكانت تدعم المقاتلين على الجبهات لضمان استمرار وديمومة زخم المعركة، كما ارادت ان تكون لها اليد الطولى في تحقيق النصر الذي انطلقت فتواه منها.
لقد تبنّت العتبة الحسينية المقدسة مبادرات انسانية متعددة لإغاثة النازحين الذين أفلتوا من قبضة تنظيم داعش الارهابي لتوفر لهم ما وسعها من متطلبات العيش الكريم ومستلزمات الحياة الضرورية، فسيّرت في هذا الجانب العشرات من القوافل الاغاثية والانسانية على الرغم من الازمة المالية التي مرّت بها ولا تزال.
العتبة الحسينية المقدسة قامت بنقل مئات الأطنان من المواد الغذائية والطبية والملابس والبطانيات وحتى المساعدات المالية الى الاخوة المقاتلين والنازحين، كما جهزت العتبة المقدسة عددا كبيرا من أهالي الفلوجة الذين أُحرقت بيوتهم بأجهزة كهربائية ومنزلية كالطباخات والثلاجات والغسالات والمبردات والمدافئ وانشأت مخيماً للنازحين في ناحية حمام العليل جنوب الموصل يضم 360 خيمة كبيرة، وجهّزته على مدى أكثر من عام بالمواد الغذائية والطبية، كما نظّمت مواكب ثابتة لغرض طبخ الطعام وتوزيعه على النازحين.
منذ الساعات الأولى لانطلاق فتوى الدفاع الكفائي وجهنا نداءً الى المواكب الخدمية للتوجه الى معسكرات التدريب لدعم المقاتلين أثناء التدريب، ثم وجهنا نداء آخر للمواكب للتوجه الى قواطع العمليات العسكرية لتقديم الدعم اللوجستي من الماء والغذاء والأغطية والملابس وكل ما يحتاجه المقاتلون لإدامة زخم المعركة.
جميع المواكب الخدمية شاركت بتوفير الدعم اللوجستي للمقاتلين من جميع محافظات العراق من البصرة الى دهوك، كما لا ننسى دورهم في اغاثة النازحين بعد توجيهات المرجعية الدينية العليا، ولا زالت آثار المواكب وأسمائها ومواقعها شاهدا حيّاً على مشاركتها في دعم المقاتلين والنازحين.
الإنسانية .. بين فوهات البنادق وضمائر المقاتلين
عن الدور الانساني خلال معارك التحرير ذكر اللواء الحمداني آمر لواء علي الأكبر في حديث صحفي " في معارك تحرير منطقة المزرعة التي هي احدى نواحي صلاح الدين فتحَ اللواء مستشفى ميداني للأهالي، وقام بإعادة تشغيل محطة مياه الشرب، واعادة الكهرباء الى منطقة البعيجي، ومساعدة دوائر الكهرباء في جوانب كثيرة لإعادة الحياة الطبيعية الى تلك المدن".
وأضاف آمر اللواء أن" بيجي كان فيها كثير من النساء التي تراجع المستشفى وبالتنسيق مع أهالي منطقة المزرعة تمكّنا من احضار مفرزة طبية نسائية، وفي نفس الوقت قُمنا بتوزيع الماء والطعام على الاهالي لأن الظروف كانت قاسية في المدينة التي تحررت للتو- آنذاك- من قبضة داعش وتمر بأزمة في كافة النواحي".
وأكد" ان الدور الاكبر في تحقيق النصر كان لفتوى الدفاع الكفائي التي أطلقتها المرجعية العليا، فهي التي زرعت الثقة في النفوس ومنها بدأ اصحاب العقيدة لا يبالون بالموت، ورفعت مستوى الإقدام والشجاعة".
وسردَ اللواء الحمداني نموذجاً لمواقف انسانية رافقت عمليات التحرير قائلاً" بدأنا ننقل العشرات من الأطنان كدعم لوجستي من الحنطة والرز وتوجهنا الى المناطق المحررة لتوزيع المواد الغذائية على الأهالي والنازحين لأنهم كانوا في وضع مزري جداً، وخاصة في منطقة الشرقاط حيث طالبَ الأهالي بمساعدتهم لتحرير منطقتهم، وقد تم تحرير الشرقاط بالتعاون مع بقية القطعات العسكرية، وجسّدنا في هذه العمليات وصايا المرجع الأعلى السيد السيستاني(دام ظله الوارف)، حيث وجدنا أسعاراً خيالية للمواد الغذائية، فقُمنا بالاتصال بمسؤول الإغاثة في مكتب السيد السيستاني فأرسل 5000 سلّة غذائية، فيما تم ارسال مئات الأطنان من الحليب والسكر والزيت والشاي من قبل المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي، وبدأت الطوابير تقف على مقر لواء علي الاكبر لاستلام المساعدات الغذائية".
واستدرك" لكننا لم نقبل بوقوف الأهالي في طوابير طويلة على مقر اللواء حِفظاً لكرامتهم، فأرسلنا على الوكلاء وزوّدناهم بالمواد الغذائية ليوزعوها بدَورهم على الاهالي، فضلاً عن تزويدنا لمستشفى المدينة بالغاز والأدوية وسيارة اسعاف، والتنسيق بشأن تسهيل دوام الأطباء والموظفين، سعياً لإرجاع الحياة الى طبيعتها".