في إطار توضيحها للتسلسل الزمني الخاص بنشوء وتطوّر المجالس الخاصة بإستذكار شهداء كربلاء الأبرار في شبه القارة الهندية، فقد ذكرت مجلة "تريبيون Tribune" الإلكترونية الباكستانية، أن من بين التقاليد الخاصة بهذه المجالس، إن لم يكن أهمها جميعاً، هو الشعر الحسيني بأنواعه المعروفة محلياً بـ "نوحة"، و"مرسية"، و"وسوز".
وقالت المجلة في مقال مفصّل لها ترجمه مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة، إن "هذه الأشكال الشعرية تحكي قصة كربلاء وكل ما حدث لأهل بيت الإمام الحسين (عليهم السلام) وأصحابه الأبرار"، مضيفةً أن "تاريخ إحدى أشهر (المرسيات) والمعنونة بـ (كبراي جي زينب) يعود إلى القرن الثامن عشر، والتي كتبها الشاعر الهندوسي (مونشي تشونولال) بعد إعتناقه الإسلام، حيث ماتزال هذه (المرسية) تُتلى في مراسيم (شام غريبان) العزائية الحسينية حتى يومنا الحاضر".
وأضاف المقال أن "شعراء أورديين وفارسيين آخرين كانوا قد كتبوا أيضاً عن فاجعة كربلاء لعدة قرون، حيث كانت أول (مرسية) باللغة الأوردية بقلم الشاعر (محمد قولي قطب شاه) في القرن السادس عشر، والمعنونة بـ (تعال يا محرم، ودعنا نبكي ونحزن ونسفك دماءنا في ذكرى إمامنا)، فيما كان أشهر كاتب (مرسيات) باللغة الأوردية، هو (مير أنيس) والمنحدر من إقليم (لاكناو) الشمالي ذي الغالبية السكانية الموالية لآل البيت الأطهار (عليهم السلام)".
وبيّنت المجلة الباكستانية، أنه "الى جانب (مير أنيس)، فقد كتب معاصره الشاعر الليبرالي (ميرزا غالب) هو الآخر، قصائد في مدح الإمام الحسين (عليه السلام) الذي ينتسب إليه عن طريق والدته ذات الأصول الكشميرية، حيث كان إقليم كشمير حينها، بقعةً جغرافية ذات أغلبية سكانية شيعية".