يواصل مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة، وعبر موسوعته الحضارية الشاملة عن مدينة سيد الشهداء "عليه السلام"، جهوده الخاصة بجمع وتحليل وتوثيق المراحل التاريخية لخروج الإمام الحسين بن علي "عليهما السلام" في رحلته الإصلاحية الخالدة من مكة المكرمة الى كربلاء المقدسة.
وجاء في الموسوعة أن "من بين هذه المنازل التي شرّفها ريحانة رسول الله (صلوات الله عليهما) في رحلته ، هو موضع (الحاجر) والواقع في طريق الكوفة الى المدينة، بين موضعيّ (سميراء) و(معدن النقرة)"، مشيراً الى أنه "من الحاجر وصلت أولى رسائل الحسين لأهل الكوفة بعد خروجه من مكة، حيث كان رسوله إليهم (قيس بن مسهر الصيداوي)، حاملاً رسالته إليهم جواباً لكتاب مسلم".
وأورد المحور التأريخي في الموسوعة، نصّ رسالة الإمام "عليه السلام"، والتي جاء فيها أنه "بسم الله الرحمن الرحيم... من الحسين بن علي الى اخوانه من المؤمنين بالكوفة، سلام عليكم، أما بعد...
فإن كتاب مسلم بن عقيل ورد عليّ بإجتماعكم وتشوقكم الى قدومي، وما أنتمّ عليه منطوون من نصرنا، والطلب بحقنا فأحسن الله لنا ولكم الصنيع، وأنا بكم على ذلك بأفضل الذخر، وكتابي اليكم من بطن الرّمة، وأنا قادم عليكم وحثيث السير اليكم والسلام".
وأشار الفصل الخاص بالنهضة الحسينية، الى أنه "من موضع الحاجر، أقبل الحسين حتى انتهى الى ماء من مياه العرب، لم تحدد المصادر المتوفرة أسمه، ولا ذكرت شيئا عنه، فلقيه عبد الله بن مطيع، وكان مقبلاً من العراق، فسلّم على الحسين وقال (بأبي أنت وأمي يا إبن رسول الله، ما أخرجك من حرم الله، وحرم جدك؟)، فأجابه (أهل الكوفة كتبوا إلي يسألوني أن أقدم عليهم لما رجوا من أحياء معالم الحق، وإماتة البدع)، قال إبن مطيع (أنشدك الله أن تأتي الكوفة، فوالله لئن أتيتها لتقتلن)، فقال الحسين (لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا)، ثم ودّعه ومضى".
يذكر أن المصادر التاريخية لم تشر الى المنزل الذي اتجه اليه الحسين بعد مغادرته الحاجر، وقبل وصوله الى موضع سميراء، الذي التقى فيه بزهير بن القين، وكان قد حج في تلك السنة، وهو عثماني الهوى، فلما رجع من الحج، جمعه الطريق مع الإمام، فأمر بفسطاطه وثقله ورحله فحوّله الى قافلة سيد الشهداء "عليه السلام" بعد أن طلٌق إمرأته وألحقها بأهلها خوفاً من أن يصيبها ضرر بسبب رحلته هذه.
المصدر:- موسوعة كربلاء الحضارية الشاملة، المحور التاريخي، النهضة الحسينية، الجزء الثاني، منشورات مركز كربلاء للدراسات والبحوث، 2019، ص 51-54.