ان الدين فضلاً عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها - من وجود الله سبحانه. ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق- يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذٍ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها او معونتها للإنسان.
إن الإنسان قد يجد مؤشرات شيء، ولكنه قد يهملها ويتنكر لها، فإذا واجه ضغوطاً أذعن نفسياً بما تقتضيه تلك المؤشرات. فكثيرٌ من إذعانات بعض الناس والمسؤولين والدول بحقوق بعضٍ آخر ناشء عن القوة التي يمتلكها الطرف الآخر، والواقعيات الحاكمة على الأرض، ولولا ذلك لوقع التشكيك فيها ولم تقع موردة للإذعان.
وهذا أمر يحصل في جميع المستويات، ابتداء من الأسرة وانتهاءً إلى التعامل الدولي، فالتأمل في المواقف الثابتة والمتغيرة والمقارنة بين الحالات والموارد يشهد بوضوح بأن الإذعان الواقع من بعض بحقوق بعض يتأثر بعناصر الضعف والقوة والتحكم.
المصدر/ اتجاه الدين في مناحي الحياة، محمد باقر السيستاني، ص 147.