ان الدين فضلاً عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها - من وجود الله سبحانه. ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق- يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذٍ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها او معونتها للإنسان.
فأما الأمر الأول - وهو العلم - فإنه يقبل الإكراه في الجملة، بمعنى أن تعرض على المرء مجبراً معلومات تؤدي به إلى العلم بتلك الحقائق.
والتعليم الإجباري أمر شائع لدى العقلاء، فالتعليم العام للأطفال في كثير من الدول هو تعليم إجباري، وتعامل الوالدين مع الأولاد قد ينطوي على نحوٍ من إجبارهم على تعلم بعض اللياقات والآداب والمناهج الحكيمة في منظورهم، كما أن بعض السجناء من ذوي العقائد الخاطئة يعرضون لحلقات تعليمية وتثقيفية إجباراً.
فكل أمرٍ كان مهماً وخطيراً يمكن الإلزام العملي بتعلمه والاطلاع عليه عند العقلاء ولكن من غير تعسف وظلم.
المصدر/ اتجاه الدين في مناحي الحياة، محمد باقر السيستاني، ص 145.