ان الدين فضلاً عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها - من وجود الله سبحانه. ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق- يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذٍ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها او معونتها للإنسان.
وأما (الموضوع السادس) - وهو أنه هل المطلوب في الدين الإيمان الطوعي به، أو أن المهم هو الاعتقاد به ولو كان عن إكراه؟ وهل يشرع في الدين الإجبار العملي على قبول الدين أم لا؟ - فينبغي قبل الحديث عن هذا الموضوع من تقديم مقدمة حول مدى معقولية إكراه الإنسان على الإيمان بشيء، ومدى كونه أمراً عقلانياً وسائغاً ولو في بعض الحالات، فلا شك في أن المطلوب في الدين - كما تقدم - أمور ثلاثة..
1- الاطلاع على ثبوت الحقائق الدينية الكبرى؛ بمعنى تحصيل العلم بها.
2- الإقرار الظاهري بها.
3- الإذعان القلبي بها.
وهذه الأمور الثلاثة منها ما يقبل الإكراه، ومنها ما لا يقبله.
فأما الأمر الأول - وهو العلم - فإنه يقبل الإكراه في الجملة، بمعنى أن تعرض على المرء مجبراً معلومات تؤدي به إلى العلم بتلك الحقائق.
المصدر/ اتجاه الدين في مناحي الحياة، محمد باقر السيستاني، ص 145.