ان الدين فضلاً عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها - من وجود الله سبحانه. ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق- يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذٍ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها او معونتها للإنسان.
البعد المصلحي، والمراد به خطورة الأنباء الثلاثة وأهميتها في شأن الإنسان، فهذا الأمر أيضاً اقتضى إيجاب التبصر في شأنها.
والواقع: إن هذا البعد يترتب على البعد الأخلاقي، فإذا كان المذعن أقل انتهاكاً لحق الله سبحانه فيكون أقل تضرراً من المنكر بطبيعة الحال.
وبذلك يظهر: أن للإذعان الظاهري بالدين وإن حصل لا عن إيران باطني أداءً للتكليف بعض الشيء، وإن كان يبقى على صاحبه أن المفروض به أن يذعن بالله سبحانه وبرسالته إيماناً به ويقيناً بألوهيته.
المصدر/ اتجاه الدين في مناحي الحياة، محمد باقر السيستاني، ص 145.