ان الدين فضلاً عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها - من وجود الله سبحانه. ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق- يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذٍ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها او معونتها للإنسان.
أن يمهد للإذعان عند قيام الدليل والحجة، ولا يكون بديلا عنها؛ وذلك بأن يقوم بدور الأنس بالفكرة، وتذليل النفس في مقابل الحواجز التنفسية المحتملة المانعة الإذعان بها، فإن الإنسان كثيرا ما يتوقف عن الإذعان بعض الحقائق من جهة استغرابها، أو وجود حواجز نفسية تجاهها. وهو أمر معروف للفهم العام.
وهذا الدور للتلقين هو دور إيجابي من دون شك، وهو الدور المنظور للتلقين في الدين؛ فلا يصح أن يكون مذموماً متي افترضنا كون الدين حقاً وصائباً.
نعم، لا بد أن يكون التوجيه والتربية في الحدود المقبولة دون إفراط ومبالغة وتعسف.
وعليه لا محذور في القبول بدور الأبوين مثلاً في التربية الدينية لأولادهما من منطلق تجربتها في الحياة، واعتقادهما في شأن الدين، على أن يكونا قد عملا بوظيفتها وفق ضميرهما في تحري الدين الحق. وعلى هذا الأساس يُبني في عامة القوانين السائدة على اعتبار دين الطفل تابعاً لأبويه.
المصدر/ اتجاه الدين في مناحي الحياة، محمد باقر السيستاني، ص 142.