ان الدين فضلاً عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها - من وجود الله سبحانه. ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق- يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذٍ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها او معونتها للإنسان.
إن تعليم الحقائق الميسرة - التي تكفي في فهمها العقلانية العامة – بالأسلوب التربوي يمهد للوصول المباشر إليها؛ لسهولة مداركها، كما نجد ذلك في كثير من وجوه الحكمة والفضيلة التي يلقن بها الأطفال والناشئون، فإنهم عند الرشد سوف يستيقنون بصوابها بنحو مباشر، وليس على سبيل التقليد.
وهذا ينطبق في شأن الدين؛ فوجود الله سبحانه مثلاً - وفق المنظور الديني - أمر متمثل في جميع الكائنات البديعة كتمثل الفنان في اللوحات التي يرسمها؛ فالتلقين به ليس إلا إثارةً للشحنة الدلالية الصامتة فيها.
المصدر/ اتجاه الدين في مناحي الحياة، محمد باقر السيستاني، ص 141.