ان الدين فضلاً عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها - من وجود الله سبحانه. ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق- يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذٍ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها او معونتها للإنسان.
فتأمل كيف يوصل النص الديني – من خلال القرآن – ضرورة التعقل والتفكر والوعي والتأمل ومراجعة النفس والتعويل على الحجة والبرهان وعدم القول والايمان بغير علم ورفض التقليد والعصبية للآباء، فهذا هو الأسلوب العام في الخطاب القرآني.
ومن ثم تراهُ مليئاً بمخاطبة عامة الناس وبذكر الآيات والأدلة بلسان: (أفلا تعقلون) (أفلا تتفكرون) (أفلا ينظروا) (أفلا يرون) كما انه يوقظ الشعور والاحساس الصادق والصافي بلسان (لمن كان له قلب).
المصدر/ اتجاه الدين في مناحي الحياة، محمد باقر السيستاني، ص 137.