ان الدين فضلاً عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها - من وجود الله سبحانه. ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق- يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذٍ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها او معونتها للإنسان.
وهذه القدرة قابلة للتنمية في الإنسان في حال عدم تعوده على الاستجابة لها؛ ومن ثم كان أهل الصلاح والحكمة يهتمون بعدم مطاوعة النفس في جميع الأحوال، والخروج عن سلطانها؛ إمساكاً بلجامها، وتنمية للقدرة على المباعدة عنها. وهذا جزء من المقصد الصحيح الرياضة النفس ومشاحتها.
وعليه فإن مقومات الإرادة هي هذه العناصر الثلاثة: الداعي، والوعي، والقدرة على المباعدة عن الداعي.
وحيث إن لكل من هذه العناصر مراتب متفاوتة شدة ًوضعفاً، فإن الاختيار - بطبيعة الحال ۔ مختلف قوة وضعفاً.
المصدر/ اتجاه الدين في مناحي الحياة، محمد باقر السيستاني، ص 129.