ان الدين فضلاً عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها - من وجود الله سبحانه. ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق- يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذٍ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها او معونتها للإنسان.
ومما يساعد على استيعاب ذلك: الالتفات إلى وجود مراتب متعددة للاختيار، فقد يكون الاختيار الحاصل للمرء تجاه فعل ذا مرتبة ضعيفة، ولكنه لا يمكن نفي أصل وجوده .
وإذا لم يلتفت الباحث إلى هذه الفكرة حصر الاختيار بحالة الاختيار القوي، ونفي وجوده في حالة الاختيار الضعيف.
المصدر/ اتجاه الدين في مناحي الحياة، محمد باقر السيستاني، ص 127.