ان الدين فضلاً عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها - من وجود الله سبحانه. ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق- يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذٍ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها او معونتها للإنسان.
وأما البيان التفصيلي فهو أن هذا السؤال قد ينطلق من افتراض عدم وجود اختيار للإنسان فيما يعتقد به متأثراً فيه بيئته.
وقد ينطلق من قبول وجود اختيار للإنسان فيما اعتقد به أو لم يعتقد في كثير من الحالات، ولكنه مع ذلك يرى عدم موافقة التفريق بين الناس في الآخرة للعدالة - حتى فيما اتصف بالاختيار - لعدم تكافؤ الفرص فيما بينهم.
المصدر/ اتجاه الدين في مناحي الحياة، محمد باقر السيستاني، ص 126.