لحصن الاخيضر اربعة مداخل في منتصف كل ضلع من الأضلاع الأربعة في السور الخارجي اكبرها المدخل الذي يقع في شمال الحصن، عرضه 16 م ويبرز بخمسة أمتار، ويقع في وسط الواجهة الشمالية ويفضي هذا المدخل إلى رحبة أبعادها 5،80 م طولاً وعرضها ۳ م وعلى جانبي هذه الرحبة غرفتان خصصتا للحرس، يلي الرحبة دهليز طوله 13 م ونلاحظ في الجدار وعلى ارتفاع ۲٫۷۰ م حفرة مربعة قياسها 18×18 سم على جانب الجدارين الشرقي والغربي ويبدو انها مخصصة لخشبة المزلاق الذي يغلق الباب مما يؤكد بان هذا المدخل هو المدخل الرئيس للحصن ويجب احكامه جيداً.
ان سقف هذا الدهليز مقبى بسبعة اقبية متتالية بين كل قبو مزغل افقية يرشق المدافعون من الغرفة الكائنة فوق هذا الدهليز القذائف والسهام. او اي مادة قاتلة. إذا تمكن العدو من اجتياز المدخل الرئيسي للحصن فانه يهلك في هذا الدهليز، ولا نجد مثل ذلك في اي حصن اخر الا في حصن الاخيضر فقط.
ومن التحصينات الاخرى لهذا المدخل الشمالي وجود باب حديدي ينزلق رأساً من الاعلى ويعرف مثل هذا النوع من الأبواب بالسقاطة او المتراس، والفكرة هي عمل باب او حاجز من قضبان حديدية تتقاطع مع بعضها وتوضع امام الباب الخشبي الرئيس عند هجوم الأعداء، وهذا الحاجز الحديدي يرفع إلى الأعلى في أوقات السلم، وينزل إلى الأسفل عند الحاجة، ويتم رفعه إلى الأعلى بواسطة حبال قوية تلف حول بكرة بوابة المدخل وعن طريق مجريين رأسيين جانبيين، يتم رفع وتنزيل هذا الحاجز الحديدي.
وعند الحاجة والشعور بالخطر والتهديد، وتفك الحبال للحاجز الحديدي فيسقط بثقله الكبير لسد المدخل للحصن. ولا يحتاج لرفع هذا الحاجز الحديدي عند زوال الخطر، الا إلى جهد عدد من الرجال بواسطة البكرة، ويرتفع الحاجز الى الاعلى، اما إذا حاول الاعداء من رفع هذا الحاجز فانهم سيكونون عرضة لرمي السهام والحراب واسقاط المقذوفات فوق رؤوسهم من المزاغل الأفقية من قبل المدافعين عن الحصن.
وقد اكد العديد من الباحثين والمختصين في العمارة الاسلامية ومنهم الاستاذ الدكتور "فريد شافعي" أن مثل هذا التصميم الدفاعي لأبواب الحصون هو الأول من نوعه بالعالم الاسلامي وقد شمل هذا الاسلوب الدفاعي ابواب الحصن الأربعة لذا اعتبر هذا التحصين ابتكاراً جديدة للعرب المسلمين ظهر واضحاً في حصن الاخيضر وعليه يمكن اعتبار ذلك تطوراً مهماً في الهندسة الحربية العربية.
المصدر/ موسوعة كربلاء الحضارية، المحور التاريخي، قسم التاريخ الإسلامي، ج1، ص104-105.