ان الدين فضلاً عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها - من وجود الله سبحانه. ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق- يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذٍ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها او معونتها للإنسان.
هناك قوانين فطرية يضمن تطبيقها العدل والعفاف والسلامة، ولكن هناك من يجهل هذه القوانين الضامنة للصلاح والسعادة من جهة عدم البحث الكافي عنها، كما أن هناك من يستغل هذه القوانين - باسم حقوق الإنسان مثلاً – للأغراض السياسية والاقتصادية، ويزيف العناوين القانونية، أو يبرر بها الأفعال المشينة والظالمة كما نجد ذلك في المشهد الدولي، ولكن لا محيص للنوع الإنساني من البحث عن القوانين الصالحة في السعي في التثقيف بهذه القوانين وتنفيذها والكشف عن وجوه استغلالها.
المصدر/ اتجاه الدين في مناحي الحياة، محمد باقر السيستاني، ص 123.