تعمل مجموعة من الأمهات المعيلات الفقيرات في العراق بفرز أطنان من التمر كل عام قبل تعبئتها في صناديق إستعداداً لتصديرها إلى دول مثل الصين.
فمنذ عام 2004، يُوظِّف مصنع صغير لتعبئة التمور في ضواحي كربلاء نحو (100) إمرأة خلال موسم التمر ويتيح لهن فرص عمل لنحو سبعة أشهر، حيث أن معظم هؤلاء النسوة اللائي يعملن في المصنع هن أمهات معيلات يتولين رعاية أطفالهن بمفردهن ودون مصدر آخر للدخل.
وقال صاحب شركة "تمور السلطان" المحلية "حسين السلطان" في حديث صحفي، "عملنا بصورة عامة يبدأ بجني المحصول في بداية الشهر العاشر ومن ثم تصدير كميات كبيرة من التمور إلى الدول الخارجية بكافة الأصناف"، مضيفاً "نستخدم أيدي عاملة كبيرة لفصل التمور الجيدة، وكذلك لمساعدة العوائل المتعففة في معملنا، ونحن والحمد الله نوفر لهن وسائط نقل التي تُحضرهن وترجعهن لبيوتهن".
وتقول العجوز "أم عادل" التي تعمل في مصنع "تمور السلطان" قرب مدينة كربلاء خلال موسم جني البلح، إن "النساء العاملات في المصنع ليس لديهن من يعولهن أو يعول أطفالهن، ولذلك فإن المصنع يوفر لهن مصدر دخل رغم أنه يعمل لسبعة شهور فقط من كل عام"، فيما يوضح صاحب المصنع أن المشروع لا يحقق ربحاً في بعض الأحيان لكنه يستمر في العمل من أجل العاملات الفقيرات.
وقالت منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة "يونيسِف" في تقرير نُشر في يوليو/تموز الماضي، إن "هناك نحو 4.5 مليون عراقي يعيشون تحت خط الفقر بسبب جائحة كوفيد-19 والآثار الاجتماعية والاقتصادية التي ترتبت عليها".
وكان العراق ينتج نحو ثلاثة أرباع الإنتاج العالمي من التمر لكن الحروب وتغير المناخ والإهمال على مدى عقود تسببت في تراجع حصته من الإنتاج العالمي للتمور إلى نحو خمسة في المئة فقط.