ان الدين فضلاً عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها - من وجود الله سبحانه. ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق- يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذٍ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها او معونتها للإنسان.
وما أشبه مشهد هذه الحياة من البعد المنظور في الدين إلى سائر أبعاد الحياة، ففي البعد الصحي - مثلا - تعاليم طبية صحيحة تقي من الجراثيم والأمراض وتعالجها، ورب إنسان يبتلى بمرضٍ مؤذٍ أو يستمر مرضه من جهة عدم البحث الجاد عن الطبيب الموثوق والخبير، ورب طبيب يستغل هذه التعاليم على أبشع الوجوه مثل سرقة الأعضاء البشرية والاعتداء على المرضى والدعاوي الكاذبة وغير ذلك.
ولكن لا محيص من أن يسعى الإنسان إلى تحصيل المعلومات الطبية الصحيحة، وأن يكون هناك فئة تعتني بتلك التعاليم، وترويجها والتثقيف بها، وتسعى إلى الحد من استغلالها وإيذاء الآخرين من خلالها...
المصدر/ اتجاه الدين في مناحي الحياة، محمد باقر السيستاني، ص 122.