ان الدين فضلاً عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها -من وجود الله سبحانه. ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق-يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذٍ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها او معونتها للإنسان.
أن الدين يخطئ سائر العقائد والأفكار بنحو جازم، ولا يثقف أهله على أن يعتقدوا بأن عقيدتهم صواب يحتمل الخطأ، وعقيدة الآخرين خطأ يحتمل الصواب، ولو فعل ذلك لكان أساساً متيناً للسلم الاجتماعي - فالجواب عنه: إن من الطبيعي في الدين بعد افتراض حقانيته أن يوجه الناس توجيها جازماً إلى أصول تلك الحقائق، ويمنع من العقائد المصطنعة والمعجولة والمبتدعة واتباعها، فتلك ضرورة معرفية وتربوية في مقام توجيه الناس.
المصدر/ اتجاه الدين في مناحي الحياة، محمد باقر السيستاني، ص 119.