ان الدين فضلاً عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها -من وجود الله سبحانه. ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق-يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذٍ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها او معونتها للإنسان.
يتضمن الموضوع في واقعه أسئلة ثلاثة..
الأول: لماذا تخطئ الدين العقائد الأخرى غيرها بنحو جازم، ولا يعلم أتباعه على أن يقدروا أن ما يعتقدونه صواب يحتمل الخطأ، وما يعتقده الآخرون خطأ يحتمل الصواب؟
الثاني: لماذا لا يعذر الدين من لم يؤمن به ويتهمه بالإعراض عن الحق والحقيقة، مع أن كثيراً ممن لا يصل إلى الدين الحق يكون معذورة بالوجدان؟
الثالث: لماذا ينيط الدين النجاة بالإذعان به ولا يتقبل سائر الأديان والاعتقادات الباحثة عن الحقيقة، ولا يقدر مسعاها في سبيل الحقيقة مع اشتمالها على بعض الحقيقة - بطبيعة الحال - وتوجيهها إلى أعمال صالحة وحسنة؟
المصدر/ اتجاه الدين في مناحي الحياة، محمد باقر السيستاني، ص 119.